الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية وعقلية، كنتيجة لظروف الحرب القاسية والمستمرة على مدى السنوات الماضية، تنوعت ما بين الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، إلى المشاكل العاطفية والسلوكية الحادة بين الأسر السورية (الآباء والأمهات والأطفال)
ونظراً للتحديات والعوائق التي لازالت تعترض أو تأخر وصول التدخلات الحيوية المطلوبة، لاسيما عائق اللغة في تركيا، على الرغم من الدعم البارز التي توفره الحكومة التركية في كافة المجالات لاسيما الطبية، فإن الرابطة الطبية للمغتربين السوريين – سيما وبإمكانات متواضعة وجهود جبارة من كوادرها المتخصصة، تعمل على توفير تلك التدخلات الحيوية في تركيا ضمن مراكز دعم نفسي واجتماعي سهلة الوصول إلى الشريحة الأكبر من الأسر السورية المنكوبة، معتمدة على نهج خاص يستند إلى تعزيز الصحة النفسية للآباء والأمهات والأطفال يشمل الوقاية والتوعية والعلاج، إضافة إلى كافة التدخلات الفردية الممكنة لتحسين المشاكل العاطفية والسلوكية وغيرها.
بلغ عدد المستفيدين من خدمات الدعم النفسي المقدمة من قبل سيما في تركيا:
- لعدد الكلي للمستفيدين (922)
- العدد الكلي للجلسات الفردية (370)
- العدد الكلي للجلسات الجماعية (552)
قصص نجاح:
القصة الأولى: سيدة (female)
الاضطراب النفسي: اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD)
القصة المرضية: السيدة (س (، العمر 26 سنة عازبة وتعمل في صالون حلاقة، الوضع المادي سيئ جدا، بدأت الأعراض بتاريخ 24/6/2018 إثر تعرض السيدة لطلق ناري طائش في الرأس أثناء الاحتفالات، سبّب لها شلل بالجانب الأيمن بالطرفين العلوي والسفلي، مما أدى لخسارة عملها وانعزالها عن العالم ودخولها بأعراض اكتئابية حادة.
الأعراض:
المزاج الحزين، اليأس، انعدام الأمل، حالة من الهياج والعصبية بشكل مستمر، ذكريات اقتحامية وصور وأصوات متكررة عن الحادث، بالإضافة لكوابيس مستمرة، اضطراب في النوم و الأكل.
التدخل:
- جلسات دعم نفسي للتعامل مع الأعراض الاكتئابية التي ظهرت، وسببت لدى السيدة رفض للخروج من المنزل ورفض تلقي العلاج.
- تلقي جلسات العلاج بالتعرض السردي (وهي تقنية علاجية متخصصة بعلاج الصدمات) للتعامل مع الأشخاص المعرضين للصدمات.
- التحويل لمركز العلاج الفيزيائي لتلقي جلسات العلاج.
مآل الحالة: لازالت الحالة تتلقى جلسات العلاج وقد أظهر تحسن كبير متعلق بالأعراض الاكتئابية.
بدأت الحالة بتلقي جلسات العلاج الفيزيائي بشكل مكثف وهذا كان له الأثر بتحسن الحركة بالطرفين وهذا انعكس بشكل إيجابي على الحالة.
القصة الثانية: طفل (child)
الاضطراب النفسي: اكتئاب.
الشكوى الرئيسية: مزاج حزين وخجل وعناد ووهن وتعب جسدي عام.
القصة المرضية: الطفلة ر. 10 سنوات تعيش مع جدتها وأمها و2 أخوة ذكور.
الأعراض:
بدأت الاعراض منذ ست سنوات عند اعتقال والدها ومن ثم انقطاع أخباره تماما ..الأمر الذي أدى بها تدريجيا الى اضطرابات في الاكل والنوم ووهن عام بالجسم .. نوبات بكاء حادة على صورة والدها يوميا، لديها رغبة دائمة بالعزلة وعدم الاندماج بالأقران أو اللعب مع الأخوة.
التدخل:
بعد عرضها على الطبيب العام ونفي المسببات العضوية بدأ التدخل النفسي المخصص للحالة.
في الجلسات الأولى كانت الطفلة خجلة جدا ورفضت التحدث مع الفريق، ولكن سرعان ما بدأت الطفلة بالتفاعل والتكلم بعد تقديم جلسات الدعم النفسي للتعامل مع الاعراض الاكتئابية، وبعض الأنشطة الترفيهية، كما تم إشراك الأهل في الخطة العلاجية من خلال إقناعهم على تسجيل الطفلة في نشاطات عامة ضمن نوادي معينة، وكذلك الزيارة الدورية للمدرسة للتواصل مع المدرسين وشرح وضع الطفلة وتزويدها بالمساعدة الممكنة للاندماج مع الأطفال وتكوين علاقات وصداقات جيدة،
تحسنت الحالة النفسية للطفلة بشكل ملحوظ، كما قالت جدتها أنها أصبحت أفضل من السابق بكثير وأن الأسرة سعيدة جداً بهذا التطور والتحسن الملحوظ.
ساهموا معنا وتبرعوا لهذه الحملة لنعيد البسمة لهم
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.